وفي حي الشفاء بالرياض، كشفت السلطات عن مركز للخداع التجاري عندما داهمت مستودعاً متظاهراً بأنه عمل تجاري مشروع. وتمت مصادرة أكثر من 360 ألف منتج غير مشروع كانت موجهة إلى المستهلكين المطمئنين، مما كشف عن شبكة من الأنشطة الاحتيالية. وكانت المنشأة، التي تتنكر في صورة عملية مشروعة، في الواقع واجهة لإعادة تعبئة منتجات القهوة والمكسرات، وخداع المستهلكين عن طريق تزوير أصولها.
وتضمنت الكمية المضبوطة من المستودع 281 ألف كيس خالية من معلومات المنشأ، و20 ألف كيس قهوة، و60 ألف كيس مكسرات تفتقر إلى التفاصيل التجارية الأساسية مثل المواصفات وتواريخ انتهاء الصلاحية. بالإضافة إلى ذلك، عثرت السلطات على 50 كيس قهوة فارغًا يحمل علامات تجارية مشهورة، إلى جانب الملصقات وحوالي 13 كيسًا، يحتوي كل منها على 25 كيلوجرامًا من القهوة والمكسرات التي لا يمكن تعقبها.
وقام مفتشو وزارة التجارة، بالتعاون مع مسؤولين من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والدفاع المدني، وبلدية الشفا، بتنظيم المداهمات. وكانت المنشأة، التي كانت مخبأة داخل ورش صيانة السيارات، تعمل سرا، حيث يدخل العمال بعد الساعة الثامنة مساء ويغادرونها قبل الفجر، مما يشير إلى محاولة متعمدة للتهرب من التدقيق.
تم القبض على العمال متلبسين بإعادة تعبئة المواد الغذائية ذات المصدر المشكوك فيه، والتلاعب بملصقات التغليف لخداع المستهلكين. واستدعت وزارة التجارة القائمين على المنشأة لمواجهة الإجراءات العقابية بموجب قانون مكافحة الغش التجاري وقانون البيانات التجارية، مما يعكس خطورة تجاوزاتهم.
وتراوحت الانتهاكات التي تم اكتشافها في المستودع بين التشغيل دون ترخيص تجاري، والانتهاكات الصارخة لبروتوكولات النظافة، بما في ذلك استخدام الزيوت الفاسدة والأواني الصدئة، مما يسلط الضوء على الطبيعة الفاضحة للخداع الذي يرتكب على المستهلكين المطمئنين.
