في خطوة مهمة، صعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى المركز الخامس بين صناديق الثروة السيادية في العالم، حيث يتمتع بصافي أصول مذهلة تبلغ 861 مليار دولار (3.1 تريليون درهم).
وفي 7 مارس/آذار 2024، كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن قرار بالغ الأهمية، يقضي بنقل 8% من أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة، بقيمة مذهلة تبلغ 163.6 مليار دولار. ولا تهدف هذه المناورة الاستراتيجية إلى تنويع اقتصاد المملكة فحسب، بل تهدف أيضًا إلى تحصين الوضع المالي لصندوق الاستثمارات العامة وتصنيفه الائتماني، وبالتالي رفع ملكية الدولة في أرامكو إلى 82.186%.
وفي سلسلة من الخطوات الاستباقية، قام صندوق الاستثمارات العامة سابقًا بنقل حصة ملكية مباشرة بنسبة 4٪ في أرامكو في عام 2022، تليها 4٪ إضافية بشكل غير مباشر إلى سنابل في العام التالي، وهي الآن مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.
وبهذا الاستحواذ الأخير، ارتفعت القيمة المتوقعة لمساهمة صندوق الاستثمارات العامة في أرامكو السعودية إلى 328 مليار دولار (1.2 تريليون درهم)، وهو ما يشكل حوالي 37% من القيمة الإجمالية للمحفظة. ويعزز هذا التدفق الذي يزيد عن 860 مليار دولار (3.1 تريليون درهم) الدور المحوري الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة في المشهد الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.
وتماشيًا مع الضرورة الاستراتيجية للمملكة المتمثلة في التنويع الاقتصادي، يتوقع خبراء الصناعة أرباحًا كبيرة من الحيازات الكبيرة لصندوق الاستثمارات العامة في أرامكو، مما يعزز براعته الاستثمارية.
علاوة على ذلك، فإن المبادرات الطموحة لصندوق الاستثمارات العامة، بما في ذلك بناء آلات وغيرها من المشاريع، تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق هدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 المتمثل في تقليل الاعتماد على قطاع النفط. ومن الجدير بالذكر أن مساعي صندوق الاستثمارات العامة في صناعة السيارات، والتي تميزت بالشراكات مع هيونداي والاستثمارات في شركتي لوسيد وسير موتورز، تؤكد التزامه بوضع المملكة العربية السعودية كلاعب رئيسي في إنتاج السيارات العالمي.