انتقد عدد من سائقي الحافلات الصغيرة الذين عملوا على خط البلد (الطريق في وسط المدينة) منذ أكثر من نصف قرن قبل توقف الخدمة بشدة نظام النقل العام الجديد الذي أرسل سياراتهم على التقاعد وجعلهم عاطلين عن العمل.
وقالوا ان نظام النقل العام الجديد وضع ختما على مصدر دخلهم الوحيد الذى يعتمدون عليه منذ اكثر من خمسة عقود لتغذية اسرهم.
ورفض أصحابها الخيارات الثلاثة التي عرضتها لهم هيئة النقل العام للعمل في الشركة السعودية للنقل العام براتب شهري ثابت والحصول على قروض من بنك التنمية الاجتماعية لبدء أعمالهم الخاصة أو التقاعد والعيش على مساعدات أمنية عامة.
وقد درست اللجنة العليا المسؤولة عن دراسة مشروع النقل العام الوضع المالي والاجتماعي لسائقي الحافلات في المملكة، وشكلت قائمة تحتوي على أسماء جميع سائقي الحافلات العامة الذين يقومون بتشغيل حافلاتهم الخاصة.
وقبل بضعة أشهر، قرر مجلس الوزراء وقف جميع الحافلات القديمة التي تخدم المدن الكبرى واستبدالها بوسائل نقل جديدة. وقال علي الزبيدي: "أيا من هذه الخيارات مناسب لنا، ونحن نريد أن نحافظ على حافلاتنا الصغيرة وعملنا". وقال الزبيدي الذي يبلغ من العمر 70 عاما إنه كان يقود الحافلة الصغيرة لأكثر من 40 عاما.
وقال "لقد اشتكىنا من السلطات المعنية لايجاد حل لمشكلتنا ولكننا لا نأمل فى ان تفعل الكثير". وافق علي الشرماني، البالغ من العمر 76 عاما. وقال إنه كان يقود حافلته الصغيرة منذ عام 1990.
وقال "ليس لدي أي مصدر آخر للدخل لتوفير عائلتي". وقال ظاهر الشهري إن فرع وزارة النقل بجدة أبلغه عن الترتيبات الجديدة التي لا يوافق عليها.
واضاف "ان معظم سائقي الحافلات الصغيرة لا يملكون منازل ويعتمدون على سياراتهم للحفاظ على اسرهم"، بينما طلب من السلطات المعنية مراجعة قرارها.
وقال الشهري إنه اشترى حافلة صغيرة بقيمة 75 ألف ريال من خلال أقساط ولم يكن مستعدا للتخلي عنها بسهولة. وقال ان دخله من المينى باص كان اكثر بكثير من الراتب الذى تقدمه شركة النقل العام سابتكو للسائق.
لكن شهري قال إنه لا يرغب في العمل لصالح شركة سابتكو بشرط أن يحتفظ بميني باص. وطلب من السلطات إعفاء الميني باصات التي هي في حالة جيدة والسماح لها بالعمل. وقال محمد السحيمي إنه لم يكن مقتنعا بنظام النقل العام الجديد لكنه سيتقبل.
واضاف "لقد اعترضنا على القرار وطلبنا من السلطات المعنية اعادة النظر فيه لكن هذا سيكون عبثا". وقال انه كان يدعم عائلة مكونة من 17 عضوا ومصدر دخله الوحيد هو الحافلة الصغيرة. كما أعرب مشغلو الحافلات الصغيرة في الرياض عن قلقهم من أن نظام النقل العام الجديد سيجعلهم عاطلين عن العمل.
وعبر عدد من سائقي الحافلات الذين تحدثوا مع جريدة عكاظ / السعودية في وسط مدينة البطحاء عن استيائهم وغضبهم من القرار، بينما طالبوا بضرورة السماح لهم بمواصلة عملهم. وأعرب أحمد ك.، سائق الحافلة، عن أمله في أن تقوم السلطات بشيء حيال ذلك وتغيير القرار أو استثناء سائقي الحافلات.
وقال "لا اريد العمل كسائق حافلات سابتكو لان حافلاتهم كبيرة وصعبة مناورة في شوارع الرياض المزدحمة خصوصا خلال ساعات الذروة". وقال غالب المهري، سائق آخر، إن الحافلة التي كان يملكها هي الوسيلة الوحيدة للبقاء بالنسبة له. وقال انه لن يكون قادرا على تلبية متطلبات العمل وشروط شركات النقل، والتي عادة ما يكون من الصعب الوفاء بها.
وقال سعيد البسامى نائب رئيس لجنة النقل بغرفة تجارة وصناعة جدة ان حوالى الف حافلة صغيرة تم سحبها من الشوارع. وقال إنه قبل أن يتم إيقافها، كانت الحافلات الصغيرة تعمل في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف.
وقال انه طلب من المالكين التوقف عن تشغيل الميني باص منذ وقت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد. واشار بسامى الى انه تم تحذير الملاك عدة مرات على مر السنين لسحب حافلاتهم الصغيرة من الخدمة لكنهم لن يستمعوا.
وقال "ان القرار كان يهدف الى تنظيم نظام النقل العام ولن يلغى".
المصدر: سوديغازيت
