لماذا يتجه المتداولون الخليجيون إلى الأسهم الإقليمية في ظل التقلبات العالمية؟
الفئة: الأسواق

تشهد الأسواق العالمية فترات من الهدوء وعدم الاستقرار عدة مرات خلال العام. وكثيرًا ما يُشجع المستثمرون على الانتظار خلال هذه الفترات أو شراء الأسهم عند انخفاضها. ومع ذلك، بدأ بعض المستثمرين مؤخرًا في النظر إلى ما هو أبعد من بورصات الأسهم الغربية التقليدية بحثًا عن الاستقرار والتنويع وفرص نمو جديدة. ومن المناطق التي تحظى باهتمام كبير منطقة مجلس التعاون الخليجي، حيث يُتيح مزيج من عائدات الطاقة القوية والإصلاح الاقتصادي المدعوم حكوميًا وتحديث القطاع المالي آفاقًا جديدة للمتداولين الإقليميين والدوليين.

بالنسبة للمتداولين المقيمين في الخليج، أو غيرهم ممن يسعون إلى الاستثمار في اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، قد تبدو أسواق الأسهم الإقليمية مثل "تداول" (المملكة العربية السعودية)، و"سوق دبي المالي" (دبي)، و"سوق أبوظبي للأوراق المالية" (أبو ظبي) الآن عناصر أكثر أهمية في استراتيجية استثمار متنوعة. تستفيد هذه البورصات من الإصلاحات المحلية والتحول العالمي في تدفقات رأس المال نحو الأسواق الناشئة ذات المراكز المالية الأقوى وقطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية المتنامية.

لماذا يُعدّ الانخراط الإقليمي خيارًا مُجديًا الآن؟

تُحدث خطط التحول الاقتصادي لدول الخليج، مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030، أو مبادرات التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تأثيرات كبيرة على المشهد الاستثماري. وتشمل أبرز قطاعاتها الطاقة المتجددة، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا المالية، والعقارات، والتي تشهد اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الأجانب والمؤسسيين، ليس فقط من المناطق المجاورة، بل من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية أيضًا.

لطالما أظهرت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ارتباطًا أقل بالأسواق الغربية، مما يجعلها جاذبة للتنويع خلال فترات عدم اليقين العالمي. ولا تزال عائدات النفط والغاز القوية تدعم صناديق الثروة السيادية وأدوات الاستثمار العام، مما يسمح لحكومات المنطقة بالحفاظ على النمو وتمويل البنية التحتية، حتى في ظل ضغوط الاقتصاد الكلي العالمي. وبالتالي، ومع وصول سوق الأسهم الأمريكية مؤخرًا إلى أدنى مستوياته منذ أوائل عام 2020، قد تُتاح الآن لمناطق أخرى فرصة لزيادة الانخراط.

الوصول إلى التداول واعتبارات العقود مقابل الفروقات

أصبح الوصول إلى أسهم الخليج أسهل للمتداولين الدوليين بفضل التغييرات التنظيمية الأخيرة وزيادة توافر المنصات الإلكترونية. ومع ذلك، لا تخلو هذه الأسواق من بعض الفروق الدقيقة. فليست جميع الأسهم الإقليمية مُدرجةً بطرق تُتيح التملك الأجنبي المباشر، وهنا يأتي دور المشتقات المالية.

على سبيل المثال، يُمكن للمتداولين الآن الوصول إلى الأدوات المالية الخليجية من خلال منصات تُقدم عقود الفروقات على الأسهم، مما يسمح لهم بالتعرض لتحركات أسعار الأسهم دون الحاجة إلى التملك الفعلي. يُمكن أن يكون هذا خيارًا للمستثمرين الدوليين الذين يبحثون عن المرونة ومتطلبات رأس مال أقل. ومع ذلك، من الضروري أن يفهم المتداولون متطلبات الهامش والتزامات الطرف المقابل المُصاحبة لهذه الأدوات، حيث تُزيد الرافعة المالية من العوائد والمخاطر المُحتملة.

الرقابة التنظيمية واعتبارات المخاطر

أحرزت الهيئات التنظيمية الخليجية، وخاصةً هيئة سوق المال في المملكة العربية السعودية وهيئة الأوراق المالية والسلع في الإمارات العربية المتحدة، تقدمًا ملحوظًا في مواءمة الأسواق المالية الإقليمية مع المعايير والممارسات الدولية. ويشمل ذلك تحسينات في الشفافية وحوكمة الشركات وحماية المستثمرين. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات في المجالات التي وجدت فيها الأسواق الغربية الأكثر رسوخًا توافقًا، ويُعدّ إجراء العناية الواجبة أمرًا بالغ الأهمية.

ينبغي على المستثمرين والمتداولين تقييم ما إذا كانت شركات الوساطة التي يتعاملون معها مرخصة للعمل في المنطقة، وما إذا كانت متوافقة مع اللوائح المحلية والدولية ذات الصلة. كما قد تختلف الضرائب، وضوابط رأس المال، وساعات التداول اختلافًا كبيرًا، ويجب أخذها في الاعتبار عند وضع أي استراتيجية إقليمية.

لماذا يتجه المتداولون الخليجيون إلى الأسهم الإقليمية في ظل التقلبات العالمية؟

المصدر: Unsplash

بالنسبة للباحثين عن محفظة استثمارية أكثر تنوعًا أو الراغبين في مواكبة اتجاهات النمو طويلة الأجل في الشرق الأوسط، تُمثل أسواق الأسهم الخليجية فرصة استثمارية واعدة، على الرغم من التعقيدات العرضية التي تصاحب دخول السوق. من الاستثمارات المباشرة في الأسهم إلى أدوات المشتقات مثل العقود مقابل الفروقات، هناك طرق متعددة للوصول إلى منطقة من الواضح أنها ستكون لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي لعقود قادمة. لا يعتمد النجاح في تداول أسواق الخليج على تحديد الأصول المناسبة فحسب، بل يعتمد أيضًا على فهم العناصر الهيكلية والتنظيمية الفريدة المؤثرة داخل حدودها.

المعلومات المقدمة لا تُعتبر بحثًا استثماريًا. لم يتم إعدادها وفقًا للمتطلبات القانونية المصممة لتعزيز استقلالية أبحاث الاستثمار، وبالتالي يجب اعتبارها رسالة تسويقية.

تم إعداد جميع المعلومات من قِبل شركة ActivTrades ("AT"). لا تتضمن هذه المعلومات سجلاً لأسعار AT، ولا عرضًا أو طلبًا لإجراء معاملة في أي أداة مالية. لا يُقدّم أي تعهد أو ضمان بشأن دقة أو اكتمال هذه المعلومات.

أي مادة مُقدمة لا تأخذ في الاعتبار الهدف الاستثماري المحدد والوضع المالي لأي شخص قد يتلقاها. الأداء السابق ليس مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي. تقدم AT خدمة تنفيذية فقط. لذلك، فإن أي شخص يتصرف بناءً على المعلومات المُقدمة يكون على مسؤوليته الخاصة.

08 May, 2025 0 715
why-gulfbased-traders-are-turning-to-regional-equities-amid-global-volatility-saudi
ردود الفعل
@ 2025 www.arablocal.com All Rights Reserved
@ 2025 www.arablocal.com All Rights Reserved
Warning (2): Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/kuwaitlocal/arablocal.com/lib/Cake/Network/CakeResponse.php:534) [APP/webroot/index.php, line 171]
Warning (2): Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/kuwaitlocal/arablocal.com/lib/Cake/Network/CakeResponse.php:534) [APP/webroot/index.php, line 172]